خلاصه ماشینی:
"و هذا ابن الإمام کان رجلا فاضلا قد شرح تطور العلوم الذهنیة فی ذلک الزمان،و صرح شیئا مما صادق المشتغلین بهذه العلوم،فمع تغیر الحکومة تغیرت الحالات،فأهل العلوم الشرعیة تزاحموا علی من غلبت علیهم الفلسفة و مالوا إلی العلوم النقلیة،و مع اعترافه بفضیلة أستاذه أقر بفضائل بعض من معاصریه أیضا فذکرهم بإحسان و تکریم و قال: «فان هذه الکتب الفلسفیة کانت متداولة ببلاد الأندلس فی زمان الحکم مستجلبها و مستجلب غرائب ما صنف بالمشرق،و نقل من کتب الأوائل و غیرها،نضر الله وجهه،و تردد النظر فیها،فما انتهج لناظر قبله سبیل و ما تقید عنهم فیها إلا ضلالات و تبدیل،کما تعدد عن ابن حزم الاشبیلی، و کان من أجل نظار زمنه،و أکثرهم لم یقدم علی إثبات شیء من خواطره، و کان أحسن منه نظرا و أثقب لنفسه تمییزا،و إنما انتجهت سبل النظر فی هذه العلوم بهذا الحبر و بملک بن وهیب الاشبیلی،فانهما کانا متعاصرین، غیر أن ملکا لم یتقید عنه إلا قلیل نزر فی أوائل الصناعة الذهنیة- ثم أضرب الرجل عن النظر ظاهرا فی هذه العلوم و عن التکلم فیها لما لحقه من المطالبات فی دمه بسببها و لقصده الغلبة فی جمیع محاوراته،فی فنون المعارف،و أقبل علی العلوم الشرعیة فرأس فیها أو زاحم ذلک لکنه لم یکن یلوح علی أقواله ضیاء هذه المعارف،و لا قید فیها باطنا شیئا ألغی بعد موته».
(الورقة الـ 28 و)و لقاء هذا المتحرک للمحرک من حیث لا یحرکه لا یقال له مماسة بالتواطؤ لأنه لا مرجع بالحد،فلیس هذه المماسة مفاعلة لأن ذات المفاعلة تراجع المضافین بنسبة واحدة بعینها فی النوع،فیکون الحد للمماسین واحدا بعینه،و لذلک إذا کان المحرک متحرکا عن المتحرک فکان کل واحد منهما محرکا و متحرکا کان التقاؤهما تماسا،و لا یمکن أن تکون الحرکة من نوع واحد،بل ان کانت احداهما حرکة فی المکان،کانت الأخری کلالا أو ما یجری مجری ذلک."