خلاصه ماشینی:
"أی أن هناک من علماء المسلمین وقادتها من اعتبر أن مجرد التعاطی مع الحضارة الغربیة و مع الفکر الغربی هو أثم کبیر و أننا لکی نواجه هذا الغزو الکبیر علینا أن تکون سلبیین سلبیة مطلقة تجاه کل التقدیمات و کل الظاهرات التی تأتی بها حضارة الغرب و یأتی بها الاستعمار الغربی و بطبیعة الحال إن هذا النهج فی مواجهة الهیمنة الثقافیة الغربیة کان موقفا فیه الکثیر من الضرر و لکن فیه بعض الفوائد أیضا من جملة الفوائد التی تحققت أنه تم المحافظة علی اللغة العربیة فی المعاهد و المراکز التی کان یقودها هؤلاء العلماء و تم المحافظة علی العلوم الإسلامیة التی استمر تدریسها و بنحو أساسی و بنوع من التأکید علیها تمت المحافظة علی هذه العلوم و علی کثیر من العلوم الإسلامیة أیضا بحیث استمرت و لم تنقطع علی الإطلاق بسبب الهاجس الأساسی الذی کان یحکم علماء الرفض الإسلامیین من أجل مواجهة الحضارة الغربیة و هجمتها الثقافیة و لکن کما قلنا و بنفس الوقت فهناک جوانب مضرة من الموقف السلبی و أهم ما یمکن أن یواجهنا فی هذا المجال هو أن المواجهة السلبیة لأی حالة هی فی الواقع مواجهة ضعیفة فأنت عندما ترید أن تواجه العدو یجب أن تعرف من هو العدو و یجب أن تتعرف إلی عناصر قوته و ضعفه أما أن تختبیء وراء جدار و أن تدفن رأسک فی الرمال کما تفعل النعامة عندما یواجهها عدو ما أن ترفض التعرف علی مزایا هذا العدو و علی عناصر تفکیره و ثقافته فذلک یعنی أننا أسلمنا نفسنا بشکل تلقائی لهذا العدو و وضعنا أنفسنا تحت رحمة هذا العدو و هذا ما حصل فعلا إذ أن موقف الرفض السلبی للثقافة الغربیة و لمعطیاتها أدی إلی أن یخرج من المجتمع الإسلامی کردة فعل أن تخرج طلیعة من مجتمعنا لکی تتبنی کامل معطیات الثقافة الغربیة المعاصرة."