خلاصه ماشینی:
"نقد فکر الوحدة و الممارسة لدی التیار القومی: إذا اعتبرنا أن سقوط الدولة العثمانیة هو المفصل الزمنی التاریخی الذی تبدأ منه الحقبة الزمنیة للتاریخ العربی و الإسلامی السیاسی المعاصر فإننا سنلاحظ أن مشروع الوحدة العربیة القومیة تقدم طرحه علی مشروع الوحدة الإسلامیة و هذا التقدم یرجع إلی أسباب عدیدة منها: 1-إن انهیار الکیان السیاسی العثمانی هو فی محصلته انهیار لصیغة الوحدة الإسلامیة التی کان بمثلها و یجمعها هذا الکیان السیاسی..
بمعنی أن الوحدة القومیة العربیة-التی لم تقم مع الأسف-کان یمکنها أن تقوم و أن تشکل الدائرة الأولی من دوائر الوحدة الإسلامیة لو لا أخطاء الفکر و الممارسة التالیة: 1-لم یدرک فکر التیار القومی العربی فی البدء و لا فی مراحل متأخرة من اضطلاعه بالمشروع القومی العربی طبیعة الظروف و الملابسات التاریخیة و السیاسیة الاستعماریة التی ساعدت علی تقدم طرح المشروع القومی الوحدوی علی المشروع الإسلامی الوحدوی وظن مفکر و التیار القومی أن هذا التقدم أو السبق الزمنی للمشروع القومی إنما هو بسبب أصالة الفکر القومی و تقدمیة مضمونه..
إن الاستبداد و التفرد و نفی الآخر لم یکن سببا فی انفصال الأنظمة القومیة عن شعوبها فحسب بل کان سببا فی انفصال هذه الأنظمة بعضها عن بعضها الآخر علی نحو بات فیه لکل نظام مشروعه الخاص للوحدة و بات کل نظام یربط نجاح مشروعه الوحدوی بإفشال مشروع الوحدة عند النظام الآخر و ترسخت العقلیة التمامیة لمفهوم الوحدة لدی أطراف النظام القومی و تجمدت إمکانات التکامل الطبیعیة الاقتصادیة و السیاسیة و الثقافیة بین الأقطار العربیة و سقطت فرض التنمیة المشترکة.."