خلاصه ماشینی:
"و لقد نظر الإمام شرف الدین فراعه هذا السیل التاریخی من الضلال و التضلیل و التهم الباطلة التی جری إلصاقها بمذهب أهل البیت(ع)،فانبری فی داخله هذا النزوع الأصیل للدفاع عن الحق مشفوعا بشخصیة علمیة فذة تشکلت عناصرها من إحاطة شاملة بالعلوم و المعارف الإسلامیة و المذاهب الفقهیة و الکلامیة و علوم التفسیر و الحدیث و قد حباه الله-إلی ذلک کله-موهبة لا نظیر لها بین علماء عصره،هی موهبة البیان فی أعلی أسالیبه و أوفرها جزالة و تنوعا و إصابة للأغراض العقلیة و الوجدانیة الدقیقة،فجرد لسانه و قلمه خطیبا و کاتبا علی امتداد عمره الطویل الشریف،فأخرج للأمة تلک الحصیلة الفکریة الغنیة الشاملة من الکتب التی باتت تشکل الیوم المرجعیة العلمیة و الفکریة الرئیسیة فی مذهب أهل البیت(الشیعة الإثنی عشریة)فی مجال العقیدة و علم الکلام و الفقه و الحدیث و التفسیر و التاریخ.
ب-فیما کان الإمام شرف الدین یضطلع بمهمة الدفاع عن مذهب أهل البیت و نفی التحریف عنه فإنه کان یعمل علی الخط الثانی فی معالجة أزمة الفرقة المذهبیة بین المسلمین و ذلک بإرساء قواعد الحوار العلمی الأصیل بین المذاهب الإسلامیة معیدا الاعتبار لأولویة الحجة و المنطق و الرأی الموضوعی المتجرد..
و لم تعد الدعوة إلی الوحدة العربیة نزعة انفصالیة عن الکیان الإسلامی أنها باتت ضرورة من أجل إعادة بناء هذا الکیان و هذا ما یفسر تأییده لوحدة سوریة و بلاد الشام و انخراطه فی قیادة الثورة فی جبل عامل لتحقیق هذا الهدف الذی صورته الفقرات التالیة من خطبته فی مؤتمر وادی الحجیر الشهیر و الذی کان الإمام شرف الدین أبرز زعمائه: «الهدف یقوم علی دعامتین اثنتین:تطهیر أرضنا الطیبة من رجس الاحتلال،و جمع شتاتها تحت لواء وحدة و حریة و استقلال»."