خلاصه ماشینی:
"و عاد محمد الخامس فأرسل إلی بیدرو فرقة الستمائة فارس معاونة له،و لکن الدائرة کانت علی بیدرو،و شعر أنه عاجز عن مقاومة خصومه،ففر إلی البرتغال،و یقص علینا ابن الخطیب حوادث هذه الحرب الأهلیة بین ملک قشتالة و أخیه فی تفصیل دقیق.
و حدثت بعد ذلک تطورات جدیدة حاسمة فی الحرب بین بیدرو الأول و أخیه هنری،فقد قاد هنری جیشه صوب طلیطلة،و حاول بیدرو لقاءه، و عاونه محمد بفرقة کبیرة من فرسانه،و لکن رجحت کفة هنری،و هزم بیدرو أمام حصن مونثیل،و أسر و قتل و ذلک فی یوم 22 مارس سنة 9631 و کان مصرع بیدرو الأول ضربة لمحمد الخامس،لما کان بینهما من صداقة و تحالف،و لکن محمدا لم یرعه تطور الأحوال علی هذا النحو،بل انتهز فرصة انشغال الملک الجدید،و قام بعدة غارات جدیدة فی أراضی قشتالة، لکی ینتزع من ورائها بعض النقط و المواقع الاستراتیجیة(ابریل سنة 9631) وفضلا عن ذلک فإن ملک قشتالة الجدید هنری(انریکی)الثانی قد شغل نفسه بالحرب مع نبرة و أراجون و البرتغال،و حاول هنری أن یعقد الهدنة و الحلف مع محمد،و لکن محمدا آثر أن یتجه إلی محالفة أعداء قشتالة،أراجون و البرتغال، فعقد مع کل منهما حلفا،صادق علیه،و شارک فیه ملک المغرب المرینی.
و من ذلک الحین تبدو الدولة المرینیة خطرا علی مملکة غرناطة، و کان من آثار هذا الریب المتبادل ان ساءت العلائق بین البلاطین،و لما توفی السلطان عبد العزیز بعد ذلک بقلیل،أخذ محمد الخامس یعمل للتدخل فی شئون المغرب،و یحرض بعض أفراد الأسرة المرینیة علی انتزاع العرش من ولد عبد العزیز الطفل و القائمین بأمره،و قام بالفعل بمعاونة بعضهم بفرق من جیشه."