خلاصه ماشینی:
"کان عمیق الإیمان باللغة العربیة، و بجدارتها کلغة علم و حضارة،استطاعت کما لم یتح للغة قدیمة أو حدیثة أن تکون لغة رسمیة لکثیر من الأقطار فی زمن جسد قصیر،بل استطاعت أن تتجاوز هذا النطاق الرسمی فغزت شعوب تلک الأقطار-علی حد قوله-فی عقر دورهم حتی أصبح الناس یتحدثون بها فیما بینهم،ذلک أنها لغة محببة قریبة إلی النفس تستطیع أن تترجم عن أفکار من یتحدث بها فی طواعیه و یسر و حسبنا أن نستمع إلیه یقول «و یکفی أن نری کیف استطاع العرب أن یسیغوا ما کتب عن فلسفة ارسطو و طب جالینوس إلی آخر هذه العلوم التی استطاعت اللغة العربیة أن تسیغها و أن تطوعها لقواعدها و أن تطوع لها قواعدها أیضا و لننظر إلی قوله: «انها لغة خلقت لتکون لغة عالیة بأوسع معانی هذه الکلمة و أدقها دون أن تنزل عن أصولها،و عن قواعدها،و عن خصائصها التی تمتاز بها من سائر اللغات.
و طرقت لغة العلم الحدیث کل أبواب النشاط، حتی أصبحت علی حد تعبیر الأستاذ الکبیر رئیس المجمع لغة نعیش معها فی الحقل و المنزل، و نری آثارها فی المصنع و المتجر،یرددها الأطفال فی مدارسهم و یعنی بها الشباب فی جامعاتهم و یسجلها العلماء فی دراساتهم و بحوثهم«و من حق المجمع علینا نحن العلمیین أن ندین له بالفضل و نعترف له بالسبق و بعد النظر،فقد أحس بالفعل منذ نشأته،و کأنه کان یقرأ صحف الغیب، بما سیکون للغة العلم و التکنولوجیا من شأن فی حیاتنا العلمیة و التکنولوجیة،فأورد لها نصا صرمحا فی لائحته یقول بأن«من أهم أغراض المجمع أن یجعل اللغة العربیة وافیة بمطالب العلوم و الفنون فی تقدمها،و ملائمة علی العموم لحاجات الحیاة فی العصر الحاضر»."