خلاصه ماشینی:
")فما السر فی هذا الکساد الذی لم ینکب به کتاب من کتب الجاحظ؟ أهو نفاسة الکتاب و قیمته الکبیرة التی جعلت الناس یضنون به فی خزائن کتبهم الخطیة،فلا یسمحون له بأن یعار أو خرج من بطون الدیار؟أهو عنوانه الذی یوهم أنه من کتب الطب المنفرة من مثل هذه الآفات و العلل المزعجة التی قل أن یلتفت إلیها إلا أهل الاختصاص،و القلة من الخواص؟ أهو ندرة ما انتسخ منه،فلم تتوزع نسخ خطیة منه علی محبی الکتب إلا علی أضیق نطاق،و أصغر مجال؟ و أیا ما کان الأمر فقد استطاع قدر سعید أن یحفظ هذا الکتاب من الضیاع.
و لکنه علی کل حال مشکور علی ما بذل من جهد،فإنه لم یجتح إلی تواکل،أو یفتر عن سعی،و لکن الکتاب حقا علی تفرد نسخته،و رداءة خطه المغربی،و ندرة موضوعه،و عدم دوران الشعر الذی فیه علی المراجع المتداولة، و المصادر المألوفة المعروفة یجعل من تحقیقه عملا صعبا بالغ الصعوبة،ثم زادت هذه الصعوبة بأخطاء الطبع الکثیرة التی ضخم منها و جسم فیها أوهام الضبط بالشکل الکثیرة حتی بات ما یستحق السکون مضموما،و ما یستوجب الفتح مکسورا،بصورة تستنفر السخط و تستثیر الغضب،فقد کان عن ذلک مندوحة و خاصة أن حروف المطبعة جیدة،و ورق الکتاب جید.
-صفحة 13:ورد البیت الآنی للشاعر النابغة الذبیانی هکذا: بوجه الأرض لا یعفو لها أتر یمسی و یصبح فیها البلق ضلالا و الشطر الأول مضطرب مختل الوزن و لم أهتد لصوابه علی هذه الصورة، إلا أن روایته فی دیوان النابغة هکذا: ما طن یبل و لم یوجد به أنر إلخ...
-صفحة 84:(و إنما صارت ألوان سکان إقلیم بابل)بفتح المیم من کلمة: أقلیم،و الصواب کسرها،فلا مقنضی هنا للجر بالفتح نیابة عن الکسر،لأنه لیس من مواضعه 5 -صفحة 95،ورد البیت الآتی من شعر أوس بن حجر: ففات من فات من عامر رکضا،و قد أعجل أن؟؟؟ و الشطر الأول مکسور لأنه ناقص."