خلاصه ماشینی:
"لقد شاه هذا الجسم و ساء مغرسا ولکننا قد ألفنا هذه اللغة بعجرها و بجرها کما قیل: لا أرید أن أحجر علی المعربین فأذهب إلی شیء من«قل و لا تقل»و ذلک لأنی موقن أن العربیة واسعة و أن کثیرا مما أشیر إلیه أنه لیس من کلام العرب کان من کلامهم بل من کلام الصفوة أهل الفصاحة و اللسن.
one of the bigger و لو أدرک الکاتب أن فی العربیة ما یغنیه عن هذه الرطانة لاهتدی إلی أن الأداة«من» الحارة تفید التبعیض فکان علیه أن یقول: «إن العقید الشاذلی من أکبر العسکریین» و أعید لأذکر أن هذا لیس من باب «قل و لا تقل»و لا من باب«التحجیر» فاللغة واسعة و لکن ذلک یشیر إلی التداخل اللغوی الذی جاءت به الترجمة فأساءت إلی بناء اللغة و کیانها ثم إنی لأذهب إلی أن التصحیح تفرضه علینا معاییر جمالیة مما ندعوه بالمصطلح المعرب«الاستطیقا» الذی أشار إلیه النقدة و الفلاسفة المتقدمون2 ألا تری أن استعمال«من»الجارة هو أرشق عبارة و أخف لفظا و أهدی سبیلا؟ و إذا جئنا إلی اللفظ الجدید فی دلالته لرأینا نماذج جاء بها المترجم جاهلا لمعنی الکلمة الأجنبیة أم غیر جاهل.
لا أرید أن أدخل فی علم الأصوات التاریخی للعربیة،ولکنی أستدرک فأقول إن العربیة المعاصرة قد امتحنت بهذه الأصوات و هی تنقل الکلم الأعجمی أذکر أنی عرفت الشاعر الفرنسی (Victor Hugo) و أنا صغیر قد تجاوزت مرحلة الدراسة الابتدائیة فی کتابه الشهیر«البؤساء»،فعرفت أن هذا الشاعر الکبیر قد عرفه قراء العربیة الذین لا یعرفون الفرنسیة بأسماء عدة هی: «هیجو،هیکو،هوجو،هوکو،هوغو، هیغو»و من المعلوم أن لیس بین هذه الکلم شیء یفصح عن النطق الفرنسی."