خلاصه ماشینی:
"2-و بماذا فسروها؟ جاء فی السیرة الحلبیة و فی شرح صحیح مسلم أن المراد الفلاحون،و أشار أصحاب هذا التفسیر إلی أن کلمة الأکارین أو کلمة الفلاحین وردت فی بعض روایات الرسالة بدلا من کلمة أریسیین،و قالوا إن الأکار هو الفلاح،لأن أهل السواد و من والاهم أهل فلاحة،و المراد علیک إثم رعایاک الذین یتبعونک،و ینقادون لأمرک، و خص هؤلاء بالذکر،لأنهم أسرع انقیادا من غیرهم،إذ الغالب علیهم الجهل و الجفاء و قلة الدین3.
و فی شرح صحیح مسلم أن المراد الیهود و النصاری،و أتباع رجل اسمه عبد الله بن أریس: و فی المعاجم الثلاثة:لسان العرب و القاموس المحیط و تاج العروس5:الأریسی و الأریس علی وزن جلیس،و الإریس علی وزن سکیت:الخادم،و الأکار،و فلاح السواد الذی لا کتاب له.
(أ)فهو لا یتفق علی معنی کلمة (أریسیین)،لأنهم الفلاحون،أو الخدم، أو الفلاحون الذین لا کتاب لهم،أو قوم من المجوس یعبدون الله و لا یعبدون النار، أو الأمراء و الکبراء،أو القادرون علی هدایة الناس،أو هم فرقة من أتباع هرقل لم یبین الشراح حقیقتها،أو هم أتباع رجل اسمه عبد الله بن أرس أو ابن أریس، أو هم الیهود و النصاری.
(ب)و إنی أستعد من المناقشة الزعم بأنهم أتباع رجل اسمه عبد الله بن أرس أو ابن أریس لأن هذا کلام لا أصل له، و لا سند،و لو فرضنا أنه شبه صحیح لجاء النسب إلی أرس علی هذه الصورة أرسیون.
کلمة کاشفة فی تاریخ المسیحیة داعیة کبیر عظیم الشأن اسمه أریوس2 Arius دعا فی مصر إلی التوحید الخالص،و أنکر ما جاء فی الأناجیل یوهم ألوهیة المسیح علیه السلام،و قال إن الأب وحده هو الله،و إن المسیح مخلوق مصنوع،و قد کان الأب إذ لم یکن الابن،و بهذا (1)کما جاء فی شرح مسلم أو ابن أرس کما جاء فی تاج العروس."