خلاصه ماشینی:
"3 ـ ولا أرید الاستطراد هنا، لکن أشیر إلی نقطتین تتعلقان بزواج المتعة دون أن أدخل مجال البحث الفقهی: الأولی: تکاد المذاهب الإسلامیة جمیعها تتفق علی أن النبی ( قد أباح المتعة للمسلمین فی بعض الظروف، والشیء المؤکد ـ حسب الظاهر ـ أن هذه الظروف ـ أو منها ـ ما کان فی بعض الحروب التی ابتعد فیها الرجال المسلمون عن نسائهم فترة طویلة، فرخص لهم الرسول (، وقد فهم بعض الفقهاء من المنع اللاحق ـ علی تقدیر وجود منع ـ نسخ هذا الحکم، فیما هناک احتمال ینبغی درسه بجدیة، وهو أن لا یکون المنع اللاحق نسخا، بل إفادة للتشریع الأولی، بحیث یکون تشریع الزواج المؤقت فی صورة الاضطرار النوعی، ومعنی هذه الفرضیة التی نتنزل بها علی حسب مفاهیم الاجتهاد السنیة، أن فی تشریعات (الجنس( أحکاما اضطراریة، الأمر الذی لا نجده حاضرا فی الفتاوی الفقهیة عادة، أی أن الإسلام قد تصور حالة اضطراریة فی موضوع الجنس، لیست خاصة بصورة الإکراه، کأن یوضع سلاح فوق رقبته، أو یرتکب الفاحشة، کما یصوره دائما الخطاب السائد، بل هناک حالات اضطراریة نوعیة، ولعل الاضطرار لدی شریحة من الشباب الیوم فی ظل ظروف الحیاة الصعبة تفوق الاضطرار الذی عاناه المسلمون فی غزوات الرسول (، أفهل رخص الرسول لتلک الحالة فقط أم أن المعیار کان هو الاضطرار النوعی؟ أعتقد أننا إذا لم نرد تبنی نظریة ترخیص الزواج المنقطع، کما هی حال طائفة من المسلمین، فلا أقل من أن تکون النصوص سبیلا لإعادة فهم فکرة الاضطرار فی هذا الموضوع."