خلاصه ماشینی:
"وبالعودة إلی ما صدرنا به هذا البحث، نری أنه عندما طرحت الأسئلة المذکورة فی بدایة البحث، کان بدیهیا أن نتوقع أجوبة منسجمة وموحدة، أو علی الأقل غیر متناقضة، لکننا نری الآن أن النتیجة جاءت علی عکس المتوقع، حیث نلحظ وجود تباین فی وجهات النظر التی تضمنتها الأجوبة، تباین یرقی إلی حد التناقض، هذا مع العلم بأن أیا من هذه الأجوبة لا یقوم علی دلیل قاطع أو برهان واضح، وهی بعد لم تحط بجوانب الموضوع، ولم تتطرق إلی زوایاه المتعددة، وهذا بالطبع ما یقودنا إلی التساؤل التالی عدا تساؤلات أخری غیره، وهذه التساؤلات هی: هل من الممکن وضع علم القراءة فی دائرة علم التفسیر وإخراجه منها فی آن معا؟ وهل یعد هذا تناقضا حقیقیا أم شکلیا؟ هل بوسعنا رفع هذا التناقض الحاصل فی الآراء بطریق ما؟ ما هو انطباع هؤلاء عن علم القراءة، الذی یحمل بعضهم علی الاعتقاد بوجود صلة بینه وبین علم التفسیر، بینما یجعل آخرین منهم ینفون مثل هذه الصلة، فبعضهم یضعه فی صدر أولویات أسس علم التفسیر، وبعضهم یصنفه آخر عناصر مسلسل الأولویات؟ ألیس من بدیهیات التصنیف الصحیح والدقیق أن یحتل کل علم موقعه المناسب ضمن التفریعة الشجریة للعلوم، وتبیین طبیعة العلاقة التی تربط الأجزاء بصورة شفافة وواضحة؟ إذا أین یکمن الخلل الذی جعل النتیجة بهذه الصورة من الارتباک وعدم الانسجام؟ وباختصار نرید أن نعلم أی الرأیین هو الصحیح؟ وما هو دورنا فی حل هذه الإشکالیة؟ هل لنا القبول بکلیهما، أم أن الأمر یستوجب طرح رأی ثالث، مستعینین ــ بالتفکیک ــ حلا مناسبا لهذه الإشکالیة؟ علاقة علم القراءة بعلم التفسیر، الفرضیة والحل الإجمالیان ـــــــ لما کانت مداخل البحث عدیدة وعناصر الاستنتاج اللازمة کثیرة ومتنوعة، ولأجل إضفاء الانسجام والاستحکام علی أجزاء البحث، نقدم ــ بدایة ــ فکرة عامة عن الحل بوصف ذلک مدخلا للموضوع، لنناقش بعد ذلک أجزاء البحث وارتباطها ببعضها، ومن ثم ندرس الموضوع من جمیع جوانبه، من خلال عرض التفاصیل المتاحة."