خلاصه ماشینی:
استعراض للنظریات والمواقف السید إسحاق الحسینی الکوهساری 1 المقدمة فی أسئلة بالغة الأهمیة ـــــــ لا یتحدد العرفان والتصوف ـ بکلا قسمیه: الإیجابی والسلبی ـ بدین خاص وثقافة معینة، فقد کانا ولا یزالان متأثرین بجوانب الإفراط والتفریط، فمن جهة یلتزم المسلمون بالکتاب والسنة، ویتأثروا من جهة أخری بالثقافة التی سبقت الإسلام، من هنا ظهرت تیارات انحرافیة سیاسیة وأخلاقیة دعت إلی فصل الدین عن السیاسة فی عصر الحکومات السابقة کالحکومة الأمویة والعباسیة، مما أوجد أرضیة انحرافیة خصبة تدعی «بالعرفان والتصوف» فی المجتمع الإسلامی، فسمی بعض المسلمی أنفسهم «بالزاهد والعارف»، واصطلحوا علی أنفسهم تسمیة المتصوفة، فقالوا بالحلول والاتحاد فی العرفان النظری، وعزل الشریعة عن الطریقة فی العرفان العملی، وبنوا لهم (خانقاهات) بدلا من الذهاب إلی المساجد، وعزلوا أنفسهم عن صفوف المسلمین، وانقسموا إلی فرق وطوائف مختلفة، وقد شهد التاریخ الإسلامی وتاریخ الفلسفة والعرفان کل تلک التحولات والأحداث الفکریة والسیاسیة، من هنا فلیس هدفنا فی هذا البحث الدفاع والتصدی لکل ما هو أجنبی وغریب فی العرفان والتصوف، بل الدفاع عن العرفان الأصیل النابع من الإسلام «أی الکتاب والسنة والعترة الطاهرة».
نظریة اقتباس العرفان والتصوف من الثقافات الأجنبیة ـــــــ تقول هذه النظریة: ثمة اعتقاد بأن العرفان والتصوف کانا خاضعین بدءا للثقافة الأجنبیة، بسبب ارتباط المسلمین برهبان النصاری وقساوستهم وبعرفاء الهند وفلاسفة الیونان، ومن أنصار هذا الرأی أهل الحدیث فی التراث الإسلامی حیث استدلوا بروایات إسلامیة علی أن أئمة أهل البیت کانوا رفضوا عمل المتصوفة وأسالیبهم اللامشروعة، بل إن بعض الأخبار عنهم جاء فیها ذم المتصوفة ولعنهم، ومنها ذم الإمام السجاد للحسن البصری علی الموعظة فی منی، فقد روی أن الإمام زین العابدین مر بالحسن البصری وهو یعظ الناس بمنی، فوقف علیه، ثم قال: أمسک، أسألک عن الحال التی أنت علیها مقیم؟ أترضاها لنفسک فیما بینک وبین الله إذا نزل بک غدا( 140 )، فما رأی الحسن البصری بعد ذلک یعظ الناس( 141 ).