خلاصه ماشینی:
"محمد علی عبد اللهی( 1 ) مقدمة ــــــ لا شک أن أحد أفعال الإنسان المدهشة ارتباطه اللغوی(1)، والتأمل فی حقیقة هذه الظاهرة یثیر عدة أسئلة مهمة، حیث تهدف هذه المقالة للإجابة عن واحد منها، فالإنسان ـ بالإضافة إلی التکلم الذی لا شک أنه واحد من قدراته ـ یصف کلامه بأوصاف خاصة؛ فمثلا عند الحدیث عن العناصر والمکونات اللغویة التی نستعملها نطلق علی «جاء علی» جملة: وعلی «حسن» اسم، و«یتألف المثلث من ثلاثة أضلاع» جملة تحلیلیة، وکلمتی «إنسان» و «بشر» بأنهما مترادفان، أو مثلا جملة: «أخرج یا علی» جملة أمریة، و «کل إنسان فان» جملة عامة وأمثالها، فما هی طبیعة هذه الأوصاف؟ وکیف یمکن إثباتها؟ وما المعیار فی صحتها وسقمها؟ وهل هذه الأوصاف المذکورة تجربیة یمکن البرهنة علیها بالمنهج التجریبی أم یبرهن علیها بمنهج آخر؟ وللإجابة عن هذه الأسئلة وغیرها طرح الفلاسفة التحلیلیون أبحاثا مفیدة نشیر إلی بعضها فی هذه المقالة، وبالرغم من أن علماء أصول الفقه لم یبحثوا بشکل مستقل فی منهج إثبات المدعیات اللغویة فی مباحث الألفاظ من علم الأصول، إلا أن لهم إشارات فی طی أبحاثهم یمکن علی أساسها استنباط منهجهم، وقبل الإجابة عن الأسئلة المذکورة لابد من توضیح نقطة مهمة.
والذی یخطر فی الذهن ابتداء هو کیف یمکن الاستعانة بالعقل والبرهان فی باب الألفاظ والأبحاث اللغویة التی هی عالم الفهم العرفی والشهود اللغوی؟ وما العلاقة بین فهم معنی کلمة أو تعبیر لغوی والبرهان والاستدلال؟ ولغرض مناقشة هذه المسألة وتحلیلها والوصول إلی جواب مقنع، لابد أن نحلل الموارد التی ادعی الاستعانة فیها بالبرهان؛ فقد ادعی الشهید الصدر(51) أنه یمکن الاستعانة بالاستدلال العقلی فی أربعة مواضع من مباحث الألفاظ والظهورات اللغویة: 1 ـ إثبات الظهور: فیمکن الاستعانة بالبرهان لإثبات أصل الظهور بالمنهج الإثباتی وکذلک المنهج السلبی أیضا؛ أما الحالة الإثباتیة فمثل ما إذا تبادر إلی ذهن عدة أفراد ـ متکثرة ومختلفة مع اختلاف ثقافاتها ـ معنی واحد من لفظ واحد، نطمئن بالظهور النوعی للفظ فی ذلک المعنی."