خلاصه ماشینی:
"هذه المواقف الاستشراقیة المتباعدة و المتناقضة من ابن رشد فی مسألة علاقة الدین بالفلسفة توازیها مواقف عربیة من المسألة نفسها،برزت فی الفترة الزمنیة ذاتها(أی بدایة هذا القرن)من غیر أن یبدو أن ثمة إطلاعا من بعضها الأوروبی علی بعضها العربی،و بالعکس: فموقف أسین بلاثیوس(4091)یناظر موقف الإمام محمد عبده(2091)الذی یقول:«ابن رشد، رحمه الله،لم یخرج فی آرائه عن الملیین،فلا یصح أن یکون مذهبه مذهب المادیین و لا قریبا منه...
عن مذهب ابن تومرت(و هذا رأی زینب الخضیری التی تعبد رأی محمد زنیبر مع بعض التعدیلات!)یضربون صفحا عن ابن رشد الفقیه و الحاکم و القاضی القضاة و أن«سلطته»کان یستمدها من هذا الموقع لا من الفلسفة!و قولهم بأن مشروع نظام المدارس الذی شرع الخلیفة الموحدی الأول«عبد المؤمن فی تحقیق ذلک،مستعینا بمن؟بالفلاسفة!و لقد استعان بإبن رشد لتحقیق ذلک فی مراکش»66!(زینب الخضیری أیضا)ینسون أن ابن رشد الشاب،الذی استعان به الخلیفة عبد المؤمن لهذه المهمة،(و کان له من العمر سبعة و عشرون عاما!)هو ابن رشد الفقیه،لا ابن رشد الفیلسوف؛إذ إن ابن رشد الفیلسوف(الشارح)لم یبدأ مهمته إلا بطلب من الخلیفة الموحدی الثانی،و بتوسط ابن طفیل(و هل کان بحاجة إلی«وساطة»لمقابلة الخلیفة،و لیتعرف علیه الخلیفة،و هو الذی قام-کما تقول الروایات-بتنظیم مدارس الموحدین!فکیف أصبح فجأة «غریبا»عند خلیفة عبد المؤمن؟أ لیس ثمة مغزی لهذه الروایة،غیر المتماسکة،لجعل ابن رشد یعاصر الدولة الموحدیة منذ نشأتها،و علی مدی ثلاثة خلفاء،بعد ما عاصر قبل ذاک دولة المرابطین و کان أحد وجهائها،علی صغر سنه،هو و عائلته؟)!و ذکر عبد الواحد المراکشی(کان فی الثالثة عشرة من عمره عند وفاة ابن رشد)أن ابن رشد لم یتوسع فی دراسة الفلسفة(الأرضیة)إلا استجابة لطلب الخلیفة الثانی أبی یوسف یعقوب76!"