خلاصه ماشینی:
"2-نتائج الحرب أو مأزق الاستراتیجیة الغربیة: لیس من الممکن التفکیر باستراتیجیة عربیة لما بعد الحرب دون تقییم نتائج الحرب بصورة موضوعیة،و معرفة ما هی المواقع الجدیدة التی اکتسبها الغرب علی طریق تحقیق هذا الأهداف التی ذکرنا،فی الواقع المادی و فی النفس العربیة و الاسلامیة و العالم ثالثیة،و ما هی طبیعة الساحة الاستراتیجیة الدولیة الراهنة و التناقضات الجدیدة التی فجرتها الحرب و التی یمکن ان ینطلق منها العرب من اجل استعادة زمام المبادرة و التأثیر علی مجری التاریخ، تاریخهم الخاص و التاریخ عامة،لکن لا ینبغی ان ننسی فی هذا المجال أن تفسیر نتائج الحرب هو جزء من الحرب،و ان ما بعد الحرب هو حرب مکملة للحرب العسکریة الأولی،بل ان عملیة قطف ثمار الحرب هی المرحلة الأهم من الحرب،و یعنی هذا ان الموضوعیة هنا تظل نسبیة جدا،و تدخل فیها حسابات التأثیر النفسی علی الخصم،و الضغط المعنوی و السیاسی علیه و علی رأیه العام.
و لو أردنا الاختصار لقلنا ان اهم ما اسفرت عنه الحرب بالنسبة للتحالف الغربی هو تدعیم النظم الخلیجیة الملکیة و الأمیریة و تثبیت اقدامها امام التحدیات التی تعرضت لها و سوف تتعرض لها من قبل الدول العربیة الفقیرة،و تأکید الهیمنة العسکریة الامریکیة فی المعسکر الصناعی و الغربی و زعزعة الاستقرار فی الدول النامیة لتسهیل عملیة التلاعب بها و التحکم بمصادرها،و أخیرا تثبیت النظام الدولی القدیم،نظام السیطرة الغربیة القائم علی القوة، و المدافع عن مصالح التکتل الصناعی و الغربی عامة فی مواجهة احتمالات قیام نظام المساواة الحقیقیة و السلام و التوازن فی المصالح و المنافع و التنمیة الشاملة الذی تحلم به کل الأمم و الشعوب لکن النظرة المتعمقة تظهر ان هذه النتائج لیست ثابتة و لا نهائیة."