خلاصه ماشینی:
"و ما افلس العلم و لا ذنب له فی فوضی الافکار التی انتشرت و لا فی سلطة الجماعات التی تنمو وسط تلک القوضی»و انما الذنب«للایدی الطائشة التی ازالت بالتدریج جمیع الحواجز التی کانت تمنع من طغیان الجماعات»«توجد علامات عامة ظاهرة فی جمیع الامم تدل علی سرعة نمو سلطان الجماعات نموا لا رجاء فی وقوفه آجلا و نحن خاضعون لحکمه حاملون کل ما أنتجه بالقهر عنا فکل قول فیه باطل لا فائدة منه و من الجائز ان تولی الجماعات قیاد الامم أن یکون خاتمة ادوار مدنیة الغرب فیرجع الی الانغماس فی اودیة الفوضی» هذه خلاصة فکرة المؤلف و ما بقی من الکتاب فصول شرح فیها هذه الفکرة بعلم غزیر و بیان ضاف شرحا بناه علی مشاهداته و مطالعاته.
ففی بعض الظروف یتولد فی الجمع من الناس صفات تخالف کثیرا صفات الافراد المؤلف هو منها حیث تختفی الذات الشاعرة و تتوجه مشاعر جمیع الافراد نحو صوب واحد فتتولد من ذلک روح عامة وقتیة بالضرورة الا انها ذات صفات ممیزة واضحة تمام الوضوح و حینئذ یصیر ذلک الجمع لفیفا مخصوصا لم أجد لتسمیته کلمة الیق من لفظ الجماعة المنظمة او الجماعة النفسیة فکأن ذلک اللفیف ذات واحدة و بذلک یصیر خاضعا لناموس الوحدة الفکریة الذی تخضع الجماعات لحکمه»«و ان مجرد اجتماع افراد کثیرین اتفاقا لا یکسبهم صفة الجماعة المنظمة فان الف نفس اجتمعوا عرضا فی رحبة واسعة لغیر قصد معین لا یکونون جماعة عند علماء النفس بل لا بد فی توفر صفات الجماعة من تأثیر مؤثرات مخصوصة» و معنی هذا ان الجماعات المقصودة بکلامه هی(الجماعات المنظمة)و لها قصد معین و غرض معلوم تسعی الیه."