خلاصه ماشینی:
"خامسا-عدم وضوح رؤیة التیارات و الحرکات الإسلامیة المعاصرة: یثبت هذا التحدی الشعور السائد لدی القاعدة العریضة من جماهیر المجتمعات العربیة و الإسلامیة بعدم وجود رؤیة دینیة أو دنیویة إسلامیة محددة و واضحة لدی التیارات و الحرکات الإسلامیة المعاصرة بصدد قضیة الدیمقراطیة فی النظام الإسلامی و بخاصة فیما یتعلق بما تطرحه من حلول و توفره من ضمانات لحقوق الأفراد فی المجتمعات المعاصرة،الأمر الذی عزز من الشعور العمیق به ما تشهده هذه المجتمعات من تعارض بل و صراع مسلح لم یقف عند حدود الخلاف العقائدی بین العدید من تلک التیارات و هو ما أثار فی نهایة المطاف التساؤل حول مصیر الأمة و المجتمع الذی ینشد الإصلاح و الدیمقراطیة فی ظل هذا المناخ من الصراع المحتدم حول السیطرة و السیادة و الحکم و ما إذا کان السبیل نحو حسمه هو بالوصول إلی منهج عقائدی إسلامی موحد إزاء قضیة الدیمقراطیة بمعانیها الشاملة أم أن السبیل هو علی العکس من ذلک تبنی المناهج العلمانیة الوضعیة الوافدة عن الحضارات الغربیة المتقدمة؟ تلک الأسس و الاعتبارات و غیرها مما لم نذکره-هی بمثابة الدعامات المتعین تأسیس النموذج التطبیقی للدیمقراطیة الإسلامیة المعاصرة علیها، ذلک أن عدم الأخذ بها أو إغفالها أمر من شأنه أن یرتب الإخفاق فی التطبیق العملی للمنهج الدیمقراطی الإسلامی،و أقول بالتحدید الإخفاق فی التطبیق أو الفشل فیه و لیس الإخفاق أو الفشل للمنهج الإسلامی،و حاشا أن نقول بذلک، إذ أن منهج الإسلام فی جمیع أمور الدین و الدنیا منزه عن کل نقص بریء من أی عجز،ذلک أن واضع المنهج هو الله عز و جل العلیم الخبیر."