خلاصه ماشینی:
"فاذا عقدت أیة دولة صغیرة من دول العالم قرضا لدی دولة أخری فان تأثیر ذلک الفرض لا ینحصر فی الدولتین القارضة و المقترضة فقط بل یتعدی الی غیرهما ایضا،فاذا أقرضت فرنسا مثلا مبلغا من المال لجمهوریة شیلی فان هذا القرض علی الارجح هو لشراء ما تحتاج الیه هذه الجمهوریة من البضائع الالمانیة أو البلجیکیة أو غیرها أو لدفع أقساط أو تسدید دین مما یساعد علی ترویج الاعمال و انعاش التجارة،و کذلک القول فی انتشار الرخاء فی تشیکو سلوفاکیا مثلا فانه یؤدی الی ترویج الشیکولاتة فی تلک البلاد و زیادة استهلاکها.
و لا بد للشعب الامریکی-اذا أراد أم لم یرد- أن یعترف فی النهایة بأنه لا یستطیع أن یتمسک بمبدأ العزلة الی الا بد،و أن امتناعه عن الاشتراک رسمیا فی بنک التسویات الدولی مثلا أو عن الاشتراک مع سائر الدول فی البحث فی المشاکل العالمیة لیس حلا للمعضلات التی یواجهها العالم و لا هو یتفق مع مصلحة تجار الصادرات و الواردات من الامریکیین أنفسهم مادامت المتاجر الامریکیة قد بدأت تتغلغل فی جمیع أنحاء المعمور،و مادامت شرور البطالة قد أخذت تشتد فی أمریکا و الثقات فی شؤون العالم السیاسیة و الاقتصادیة یؤکدون أن الولایات المتحدة لا تستطیع الوقوف متکوفة الیدین تری المشاکل التی یرزح العالم تحتها و لا تمد یدا للمساعدة.
إذ غنی عن البیان ان معظم الصلات التی تربط الدول بعضها ببعض هی اقتصادیة مالیة و لا یمکن نصلها عن الشؤون التجاریة ففی خلال المائة السنة الماضیة کان من أثر ازدیاد التعامل بین الشعوب المختلفة و انتشار التجارة ان أصبحت الحدود الجغرافیة لا تقوی علی فصل الدول بعضها عن بعض و لا تستطیع عزل أیة أمة عن غیرها من أمم العالم."