خلاصه ماشینی:
"و لکن،یجب التفکیر علی أیة حال بمدی فائدة الکلمات و الجمل المستخدمة، و یجب القیام بالمطالعة الواسعة و الکثیرة و معرفة معانی المصطلحات؛لغرض التوصل إلی صیاغة المفاهیم الجدیدة و العبارات الجمیلة و المؤثرة،و بذل المزید من الجهد من أجل تقویة القدرة علی التعبیر و الکتابة و التألیف،لکی یصبح بالإمکان مد الجسور بیننا و بین الآخرین من خلال(الکلمة و التکلم)،تلک الجسور التی تمکن الکاتب من العبور إلی ضفة المخاطبین و جمهور القراء،أو التی تمکن القرآء من العبور و الدخول فی أوساط الأعمالهم الأدبیة للکتاب و المؤلفین و نتاجاتهم.
و عندما یکون لدیکم هذا الرصید،فلم لا تستثمرون ذلک لکی تصلوا إلی مرحلة الإنتاج و الاستفادة من المنتوج؟ و من الممکن أن تصبح قراءة الأعمال الجیدة للمتقدمین و المعاصرین بمثابة الشرارة التی توقد(شعلة)أذهانکم،و أنتم القادرون علی إیقاد مواقد الذوق الأدبی، و تفتح برعم الذهن و الفکر لدیکم.
و هکذا الحال فی العمل الکتابی أیضا،فإن قراءة المتون القویة،و القطع النثریة الجمیلة و البلیغة،و الاستئناس المستمر بالکتب الأدبیة،و الأعمال البارزة،یترک أثره علی قلم القارئ بشکل غیر مباشر،و لو کان یمتلک القابلیة و الاشتیاق و الاجتهاد و اللازم، فبإمکانه أن یخطو خطوات کبیرة علی طریق تقویة قلمه فی الکتابة.
و علینا أن لا نعرض عن النقد،و أن نهیئ الأرضیة المناسبة لتطورنا من خلال(القبول بالنقد)؛لأن الکتابة الجیدة و الخالیة من العیوب،هی الشهادة علی فهم الکاتب و قدراته،و أی شیء أفضل من أن تصبح الأعمال الأدبیة هی المرآة التی تعکس أفکار و شخصیة أصحاب الأقلام؟ و کما یعبر عن ذلک أمیر المؤمنین علیه السلام«قلمک أبلغ من ینطق عنک»9."