خلاصه ماشینی:
"ر. هانت<، فی کتابه >تکـامل المؤسسات والأیدیـولوجیا الاقتصادیة<، ما یأتی: >إن أشهر المؤسسات الأمریکیة التی تقوم بنشر هذه الأیدیولوجیا (الاقتصاد الکلاسیکی)، بین عوام الناس، عبارة عن التجمع الوطنی لأصحاب الصناعات، مؤسسة التعلیم الاقتصادی، اللجنة الحکومیة المعتمدة علی الدستور، غرفة التجارة فی الولایات المتحدة وتجمع المؤسسات التجاریة الامریکیة.
أما الاقتصاد الرأسمالی فما هو رأیه، وإلی أین یتجه منظرو التنمیة الغربیة؟ نحو سعادة البشر أو شقاوتهم؟ إن من الأفضل أن نسمع هذا الجواب بلغة أحد علماء الاقتصاد المعروفین والمعاصرین : >من أین یأتی العلم والمعرفة؟ إلی أین یتجه الإنسان والمجتمع؟ إن إیماننا بالحریة جعلنا نتخلی عن التقدم للنجاة عن الطریق الإلهی، لأننا تخلینا عن رسله الذین بعثهم إلی الأرض، وما بقی لنا هو الاعتماد علی العقل الجمعی غیر المکتمل بأمل بناء المجتمع الإنسانی الأمثل، وهو إلی الآن لم یکتمل<.
لقد فوت هذا الفراغ النظری علی الرأسمالیة إمکانیة التطور، وفرض علیها العودة إلی نقطة البدایة کلما قطعت شوطا لا بأس به من التجدد والتحول، وخیر مثال علی ذلک هو أعمال >مدرسة شیکاغو<، التی دعت فی وقت مبکر بعد الحرب العالمیة الثانیة، إلی التخلی عن مبادئ الرأسمالیة الاجتماعیة، مع أن هذه الاخیرة أتاحت للدول الأوروبیة التی دمرتها الحرب العالمیة الثانیة استیعاب نتائج تلک الحرب، وکان لها الفضل فی إنقاذ العالم من أزمة الثلاثینیات.
بید أن مارکس افترض إن حل المعضلة الاقتصادیة، وکسر حلقة الأزمة یتم من خلال ثورة العمال التی تطیح الرأسمالیة، لکن هذا لم یحصل لسبب بسیط هو قدرة الرأسمالیة علی تجدید نفسها، وقابلیتها لاستیعاب الأفکار الجدیدة، کما حصل مع دولة الرفاه الشامل والمدرسة الکینزیة، وتمکنها بالتالی من امتصاص نقمة العمال، ودمج الفئات المهشمة فی آلة النظام الرأسمالی نفسه."