خلاصه ماشینی:
"و لذلک تحظی الاذاعات و المحطات الأجنبیة،و من جملة ذلک الصحافة العربیة التی تصدر فی عواصم أجنبیة،باقبال کبیر لأنها تملأ فراغا اعلامیا أحدثه الاعلام الوطنی المهجور؛ 8-إن الفجوة الفاصلة بین الاعلام و جمهوره تتسع أکثر عند ما تقتضی السیاسة الاعلامیة أن یجاری الاعلام الحکومة فی سلوکها و اعتباراتها التی تتطلب منها أحیانا الصمت أو الاقتضاب حیال بعض الأحداث المتغیرة،بینما الجمهور ینتظر من هذا الاعلام أن یقدم له أجوبة،و إن تکن غیر رسمیة،حول الأسئلة التی تدور فی خلده،و إلا فإنه سوف ینصرف عنه باتجاه أی اعلام یؤمن له حاجته إلی الاطلاع و المعرفة؛ 9-إن الهامش المتاح أمام الاعلام الرسمی،متذبذب للغایة و یرتبط بظروف أو حتی مزاجیة السلطة.
و إزاء هذه التطورات التکنو لوجیة المتسارعة بلا قیود،و التی لم تتضح بعد جمیع آثارها الاجتماعیة و السیاسیة،فإن السؤال الذی یطرح نفسه هو أین نحن من کل ذلک؟و هل بوسعنا مجاراة هذه التطورات فی الوقت الذی تصر وسائل الرقابة فی کثیر من البلدان العربیة علی تمزیق صفحة من إحدی الصحف أو المجلات الوافدة،أو تلجأ إلی التشویش علی تلفزیون جارتها العربیة؟و کیف نجاریها و الاعلام العربی یکاد یکون مجیرا بالکامل من أجل الدعایة للنظام،بینما یوکل التنفیذ إلی جهاز بیرو قراطی متخلف لا یحسن حتی تقدیم دعایة جیدة؟ ما العمل؟ نعتقد أن نقطة البدء فی محاولة توفیر الظروف الایجابیة لتطویر أداء الاعلام العربی و تمکینه من مواکبة المستجدات السیاسیة و التکنو لوجیة و بناء علاقات طیبة مع جمهوره العربی،هی الایمان الحقیقی بأهمیة و خطورة دور الاعلام فی المجتمع،و الکف عن النظر إلیه من جانب السلطة باعتباره أداة مساعدة فی الحکم و السیطرة،و من جانب المتلقی باعتباره وسیلة للترفیه و التسلیة."