خلاصه ماشینی:
"إشکالیة العلاقة بین المثقف والفقیه جولة عابرة فی سیاقات تجربة السید الصدر أنموذجا( 1 *) ـ الحلقة الأولی ـ حیدر حب الله تمهید عندما نتحدث عن إشکالیة العلاقة بین المثقف والفقیه عند السید الشهید السعید محمد باقر الصدر(1400هـ) لا نملک معالجة علمیة مستقلة مدونة ترکها لنا السید الشهید فی هذا الخصوص، فلا توجد له فی هذا المضمار دراسة من الزاویة الفقهیة، ولا من الزاویة الفکریة العامة، قدم فیها حلا لهذه الإشکالیة المتنقلة التی عرفها العالم الإسلامی منذ النهضة الأخیرة فیه، مع رفاعة الطهطاوی وخیر الدین التونسی وجمال الدین الأفغانی وغیرهم.
إذا فنحن مضطرون ـ لکی ندرس إشکالیة العلاقة بین المثقف والفقیه عند السید الصدر ـ أن نمارس تحلیلا ما، ومقاربة لبعض المواقف والوقائع، علنا نخرج باستنتاج ما فی هذا الموضوع.
وهذا کله یعنی أن أهم عنصر من عناصر المثقف ـ خاصة فی تجربتنا الإسلامیة فی القرنین الأخیرین ـ، أو لا أقل ما یدعی أنه مثقف، هو عنصر الوعی والأفق العقلی المنفتح علی قضایا العصر، وعلی قضایا الواقع، وعلی قضایا الإنسان، والذی یقدر علی توظیف الفکر فی خدمة الإسلام، وعلی أن یعید تشکیل عناصر المعرفة بما یقدم الأمة الإسلامیة نحو الأمام.
وهذا لا یقتضی بالضرورة أن یکون متفلتا، فلیس التحرر معاداة للتراث، وإنما هو أن لا یعیش المثقف عقدة التراث، أن لا یعیش دائما حالة من الرهبة والخوف وعدم القدرة علی التفکیر داخل إطار هذا التراث أو خارج إطار ذاک التراث.
وقد کان أهم مثقف یواجهه السید الشهید الصدر هو هذا النوع من المثقف، أعنی المثقف الخارج ـ دینی، الذی أتی بالمارکسیة والشیوعیة والاشتراکیة ومفاهیم الإلحاد بمعناه النظری والعملی."