خلاصه ماشینی:
"و فی هذا البیت الرابع غرض حسن و معنی بدیع،و یشبهه قول ناجیة بن الأسود الجرمی،و کان بعض السلاطین[89]جلده،فأخذ سیفه من عنقه و ضربه به: و لما علانی بالقطیع علوته و بالکف صاف کالعقیقة قاطع فطار بکفی نصله و ریاسه و فی جید سعد غمده و الرصائع و فی نحو من هذا یقول ابن زیابة التیمی-زیابة بوزن فعالة مشددة کذا قرأنا علی جماعة من الأشیاخ،و روی محمد بن داود بن الجراح عن رجاله:ابن زیابة بوزن فعالة تخفیفا-و الزیابة الفأرة-و فی المثل:أسرق من زیابة، یعنون به الفأرة،و لا أحسب أبا عبد الله محمد بن داود إلا و قد أوهم فی هذه اللفظة،لأن الرجل یقول فی شعره: أنا ابن زیابة إن تدعنی آتک و الظن علی الکاذب قال محمد بن داود:و اسمه عمرو بن الحارث بن همام أحد بنی تیم الله[99] ابن ثعلبة،و البیت الذی أردنا إنشاده لمشابهته ما تقدم قوله: و الله لو لاقیته خالدا لآب سیفانا مع الغالب و الثالث:-من وجوه اشتقاق العرب-أنه مأخوذ من العرب و هی النفوس،واحدتها عربة مثل قصبة و قصب و أنشدنی أبو أسامة لابن میادة الرماح بن أبرد المری: لما أتیتک أرجو فضل نائلکم نفحتنی نفحة طابت بها العرب و قال:العرب هاهنا النفوس-و یکون وجه هذا الاشتقاق علی معنیین: أحدهما:أنهم من الخلق بمنزلة النفس من الجسم،و ثانیهما:أنهم أعز الخلیقة نفوسا،و المعرفة1بما انفردوا به من صلابة الأکباد و قوة الأرواح و عزة النفوس[001]أشهر من أن تطلب علیه شاهدا،و منه قول شاعرهم: لا شیء أحسن منها إذ تودعنا و جیبها بر شاش الدمع مغتسل یبکی علینا و لا نبکی علی أحد لنحن أغلظ أکبادا من الإبل (1)کذا و لعله:(و لمعرفة)."