خلاصه ماشینی:
"و لما سمع الصحابی الجلیل أبو هریرة-رضی الله عنه-رجلا یقول: إن الظالم لا یضر إلا نفسه!قال:(بلی و الله!حتی الحباری لتموت فی (1)انظر:السبکی،المرافعات الشرعیة(ص 84)؛جواهر الإکلیل(722/2)؛تبصرة الحکام(241/1 و ما بعدها)؛حاشید الدسوقی(841/4)؛شرح عماد الرضا(992/1،836-936)؛نهایة المحتاج(662/8)؛ کشاف القناع(333/6)(حاشیة ابن قاسم علی الروض المربع(145/7-245)؛نظریة الحکم القضائی(ص 433 و ما بعدها).
و قبول الدفع من الوکیل المسخر للضرورة؛لأن الدعوی المحررة التی یتقدم بها المدعی علی خصم غائب تستدعی جوابا؛حفظا للحقوق،و حیث إن جواب المدعی علیه الغائب هنا متعذر؛لعدم إمکان إحضاره،فإن القاضی ینصب من یقوم مقامه؛و هو ما یعرف فی القضاء باسم(المسخر)،و هو لا یستطیع أن یدفع دعوی الخصم إلا بالإنکار؛لأن أسوأ أحوال الغائب أن ینکر،فینکر، و تسمع بینة المدعی،و یجاب طلبه بحسب دعواه،و هذا کما یجوز فی الدفع العام للدعوی،یجوز فی دفع الخصومة،فینکر الخصومة من أصلها2.
القول الرابع:لا تندفع الخصومة عن المدعی علیه إلا إذا أقام بینة تشهد علی صحة إقراره،و تعرف اسم الغائب الذی أقر له و نسبه،أما لو قال (1)انظر فی مذهب أبی یوسف و استدلاله:مجمع الأنهر(172/2)؛بدائع الصنائع(132/6)؛تکملة فتح القدیر و معه العنایة و علی الهدایة(152/8-252)؛ملخص الأصول القضائیة(ص 75-82).
و یجاب عن هذا الاستدلال: بأن عدم المعرفة المذکورة فی الأثر المقصود بها المعرفة التامة،لا عدم أصل المعرفة،و شهود المدعی علیه قد شهدوا بأن العین المدعاة،وصلت إلی المدعی علیه من غیر المدعی،و هذا کاف فی دفع الخصومة عن المدعی علیه، (1)انظر فی مذهب محمد بن الحسن و استدلاله:مجمع الأنهر(172/2)؛تبیین الحقائق(413/4)؛تکملة فتح القدیر و معه العنایة و علی الهدایة(352/8)؛ملخص الأصول القضائیة(ص 85)."