خلاصه ماشینی:
"قرر مایلی: أولا: إن الوحدة الإسلامیة واجب أمر الله تعالی به وجعله وصفا لازما لهذه الأمة بقوله تعالی ﴿واعتصموا بحبل الله جمیعا ولا تفرقوا﴾ وقوله عز وجل ﴿إن هذه أمتکم أمة واحدة﴾، وأکدت ذلک السنة النبویة قولا وعملا، حیث قال النبی(صلی الله علیه وآله)«المسلمون تتکافأ دماؤهم وهم ید علی من سواهم ویسعی بذمتهم أدناهم» وحقق علیه الصلاة والسلام هذه الوحدة فعلا بالمؤاخاة بین المهاجرین والأنصار وقرر ذلک فی أول وثیقة لإقامة الدولة الإسلامیة بالمدینة المنورة التی فیها وصف المسلمین بأنهم «أمة واحدة من دون الناس».
بعد اطلاعه علی الأبحاث المقدمة إلی المجمع بخصوص موضوع «العلمانیة»، وفی ضوء المناقشات التی وجهت الأنظار إلی خطورة هذا الموضوع علی الأمة الإسلامیة.
التوصیات: یوصی المجمع بما یلی: أ - أن تهتم منظمة المؤتمر الإسلامی بتکوین لجنة من المفکرین المسلمین لرصد ظاهرة الحداثة، ونتائجها، ودراستها دراسة علمیة موضوعیة شاملة لتنبه إلی ماقد تشتمل علیه من زیف، لحمایة الناشئة من أعضاء الأمة الإسلامیة من الآثار الخطرة.
تعلیق رسالة التقریب بشأن الوحدة الإسلامیة یبدو أنه أول قرار یصدر عن المجمع بشأن وحدة المسلمین، ولعل هذا التوجه یعود إلی نقلة نوعیة حصلت لمنظمة المؤتمر الإسلامی ومؤسساته خلال الدورة الأخیرة، أو لعله یصدر استجابة إلی شوق إسلامی عام إلی توحید الصفوف بعد عملیات الإذلال التی بدأت القوی العالمیة تمارسها بشراسة تجاه المسلمین فی کافة أقطارهم.
ولکن هناک عاملا آخر نسیه المجمع أو تناساه، وهو تعسف الحکام الذین حکموا العالم الإسلامی باسم الدین، إن الإسلام سجل أروع الصور فی خلق المجتمع المتحرک نحو العلم والقوة والعدالة والعزة، وأشاد بذلک حضارة عظیمة یشهد لها حتی الأعداء، لکن تاریخ الحکام بعد عصر الخلافة الراشدة لم یکن مشرفا، اللهم إلا فی فترات بسیطة نظیر فترة خلافة عمر بن عبد العزیز."