خلاصه ماشینی:
"من جانبنا وعبر هذه المحاولة ، التی نسأل الله ان یوفقنا ضمن فقراتها إلی ما یحب ویرضی، سنحاول علی قدر التوفیق الربانی أن نتناول المرجعیة الأولی وما تفرضه علی منطق الحوار من خلال زوایاه التنظیریة المتفق علیها بین علماء العلوم الإنسانیة وخبراء المهارات الاتصالیة ، من اشتراطات وقواعد لا بد من الأخذ بها ومن ثم تعمیمها لکی تحقق حواراتنا أهدافها وتأتی بثمارها المرجوة ..
التجارب التطبیقیة فی هذا الخصوص تؤکد لنا ، أنه ما من لقاء حواری إلا وأتت إلیه الأطراف المتحاورة وکل منها علی قناعة انه یملک القدرة علی إثبات صحة وجهة نظره بما تحت یده من أدلة وبراهین ، لکن نهایة اللقاء تثبت دائما أن غالبیة الأطراف استطاعت عن طریق تنسیق زوایا الرؤیة فیما بینها أن تحقق إضافة جدیدة إلی موضوع الحوار ، أو أن إحداها استطاع أن یحقق قدرته هذه، أما الآخرون فلم یوفقوا..
أما الجانب الثانی الذی یهتم غایة الاهتمام بآلیة إدارة الحوار وتتبع فصوله وقیاسات التحکیم التی تواکبه ، فیعد من العناصر الفنیة اللازمة لضمان أعلی مستوی لتبادل الأفکار والآراء بین المتحاورین ، ومن ثم تحقیق الهدف من وراء انعقاد الشکل الحواری کما تم الاتفاق علیه أو إلی اقرب درجة منه ..
وهکذا نری أن آیات القرآن الکریم بینت لنا بوضوح شدید سبل ومنهاج التحاور الذی یقصد به وجه الله سبحانه وتعالی ویقود إلی منفعة الأمة ومصلحتها ، وأوصتنا من ناحیة بتعمیمها، وحذرتنا من مخاطر عدم الأخذ بها ونهتنا بشدة من ناحیة أخری عن الحوار والجدال والمحاججة التی لا طائل من ورائها .."