خلاصه ماشینی:
الحج فرصة, کما سماه سماحة العلامة الشیخ نعیم قاسم, نائب الأمین العام لحزب الله, الذی جال بنا فی أجواء هذه "العبادة السیاسیة", تاریخها, واقعها وأهدافها, وکیف استثمر الرسول وأهل بیته(ع) هذا الموسم لخدمة الأهداف السامیة التی عملوا لأجلها, مستعرضًا تجربة الإمام الخمینی(قده) الرائدة فی هذا المجال, والتحول الذی أحدثه هذا الرجل فی النظرة إلی فریضة الحج -فضلاً عن کل شعائر الإسلام ومفاهیم الدین الحنیف- وهو الذی وضع للمسلمین أسسًا وشق لهم دروبًا نحو الصلاح والرشاد والحریة, والخروج من دائرة الفکر الظلامی والتکفیری, والخوض بکل قوة فی ساحات التصدی لمشاریع القوی المستکبرة للهیمنة والتسلط علی الأمة, فکان یوم القدس, ویوم المستضعفین...
*ما تفضلتم به هو لا شک کان فی صلب أهداف واهتمامات الرسول(ص) وأهل البیت(ع), کیف استثمر الرسول والأئمة(ع) موسم الحج فی سبیل تحقیق الأهداف الإلهیة؟ أراد النبی(ص) وأئمتنا الأطهار(ع), إعطاء أبعاد ومعان خاصة لدور الحج ومکة المکرمة والمدینة المنورة, وخاصة فی مکة المکرمة؛ فالرسول(ص) استفاد من فرصة الحج قبل الهجرة إلی المدینة المنورة, باستقبال وفود من المدینة فی بیعة العقبة الأولی, ثم بیعة العقبة الثانیة, فی موسم الحج وفی اللیلة الثانیة من أیام التشریق فی منی, لیؤکد أن فرصة التلاقی کانت مناسبة لصیاغة اتفاقات لها علاقة بإقامة دولة الإسلام المستقبلیة فی المدینة المنورة, والتزام المسلمین الذین بایعوا علی هذا الخط بأن یکونوا فی درب الجهاد وأن یحموا دولة المسلمین وأن یکونوا مع بعضهم یدًا واحدة علی من عاداهم.
ونستطیع إذا فهمنا شخصیة الإمام الخمینی, أن نقدّر تمامًا لماذا کان هو صاحب هذا الطریق الذی شق مسار العبادة السیاسیة الدینیة التی لا تتمایز ولا تتجزأ, وإنما تتفاعل فی کل شؤون الحیاة, لیکون الإنسان عابدًا ومسیّسًا فی آن معًا, لأنه لا فرق بین شخص العابد وحیاته, علی المستوی الخاص وعلی مستوی المجتمع.