چکیده:
يعتبر الدكتور عبدالسلام العجيلي علماً من أعلام القصة السورية بل والعربية أيضاً. وهو من
خيرة الکتاب ومن أکملهم إنتاجاً، وأنضجهم فناً، يتمتع بملکة أدبية رفيعة ساعدته علی امتلاک
القدرة الفائقة في معالجة القصة والتصرف بأسلوبها، ووضعها في قالب ناجح. نشر أول قصة له
نومان عام ١٩٣٦ في مجلة الرسالة المصرية ثم أصدر مجموعته القصصية الأولي "بنت الساحرة"
عام ١٩٤٨ ، ويبلغ عدد مجموعاته ١٣ كتابا. وکان انتقاله من جو القصة القصيرة المتوتر اللاهث
الحاد إلی جو الرواية المستفيضالمتأني المستوعب دليلاً علی الانعطافة القوية نحو الرواية في
نهاية الخمسينيات من القرن العشرين واعترافاً بأهمية هذا الفن الادبي واستجابة لمطلب واضح
لدی فئة واسعة من قراء النثر القصصي. کتب سبع روايات منها "باسمة بين الدموع" التي تعاين
فساد الحياة السياسية في سورية في النصفالثاني من الخمسينيات، وهي باکورة انتاجه الروائي.
وقد عنيت أعماله الروائية في أغّلبها الأعم، برصد أكثر مفاصل التاريخ العربي الحديث حرارة
على المستويين القومي والقطري، واستطاعتتحقيق مستوى فني دالّ على وعي العجيلي
بخصائصالجنسالروائي، ومعبر عن تملّكه لأدواته. في هذا المقال توقفنا عند عالمه الروائي
لندرسه من حيث الشکل والبناء وتقنيات السرد، واعتمدنا في دراستنا علی روايته الاولی"باسمة
بين الدموع"، فاستعرضنا العناصر الروائية فيها كمثل الشخصية و الزاوية و الظروفالزمكانية و
الموضوع والتّم و اللغة و التقنية و الملاحظات النفسية الصائبة و التشويق والغرابة
خلاصه ماشینی:
" الظروف الزمکانیة السابق، نفس الصفحة الصالح، 2004 : 57 الخطیب، 1983: 192 یولع العجیلی بتعیین الحدود الزمنیة للأغلب الأعم من الأحداث المکونة لکل نص من نصوصه الروائیة، ومما یمکن عده قرائن دالة علی ذلک إشارة الراوی، فی "باسمة بین الدموع"، إلی مرور"ثلاثة أعوام أو ما یقاربها"، علی أول إیقاع لصوت باسمة فی أذنی سلیمان، وقول سوزان لسعید، فی: "أجملهن"، علی نحو مباشر یجهر بالزمن الذی تجری فیه أحداث الروایة: "نحن الآن فی مطلع النصف الثانی من هذا القرن، القرن العشرین"، الذی وسوی ذلک مما یتجاوز کونه سمة ممیزة لفعالیات البناء الزمنی فی عالم العجیلی الروائی إلی کونه کنایة عن الإحساس الفادح لمعظم شخصیات ذلک العالم بوطأة الزمن حولها من جهة، وعن حال الثبات والعطالة فی مواجهة تحولاته المثیرة من جهة ثانیة.
الحضور الدائم للمؤلف ویهیمن فی الأغلب الأعم من عالم العجیلی الروائی راو عالم بکل شیء، وعلی الرغم من بروز تلک السمة فی مجمل فعالیات صوغ المحکی لمجمل ذلک العالم، فإنه أبرز مایکون فی روایتی "باسمة بین الدموع"، و"ألوان الحب الثلاثة" اللتین یبدی الراوی العالم بکل شیء فیهما کفایة خارقة فی النفاذ إلی أعماق الشخصیات، ثم فی روایة "المغمورون" التی یبسط فیها الراوی السابق:31 السابق، نفس الصفحة نفسه نفوذا واضحا علی مجمل حرکة السرد، ویستبد بها ویحدد مآل الشخصیات والأحداث بآن، ویفصح عن حضوره علی نحو جهیر فی أکثر من موقع."