چکیده:
إن من يدرس رثاء الإمام الحسين (ع ) في الشعر، يجد فيه مضـامين تنبـي ءعن وقـائع عظيمة وخطوب فادحة محرقة تبين مدي تأثر الشعراء بحادثة الطف وما جـري للإمـام الحسين (ع ). فجاءت هذه المضامين فيها مملوءة بالصور تحکي عن هـذه الوقـائع ومـا عاناه الإمام (ع ) وأصحابه . فقمنا في هذه المقالة بدراسة الرثاء الحسـيني خـلال أشـعار الإمام السجاد (ع ) علي أساس المنهج الوصفي ـ التحليلي فنجد فيها مضامين أهمهـا ذم الناس وإثارة روح الندامة بينهم لتحريضهم علي القيام ، کما تجلي فيها بعـض خصـائص العصر کجور الحکام الأمويين ومظلومية آل بيت الرسول (ص ) وأيضا ميل النـاس إلـي الدنيا وحبها وتحذيرهم من الغفلة التي أصيبوا بها.
خلاصه ماشینی:
"وفیما یلی نذکر بعض المراثی التی نظمها الإمام السجاد (ع ) فی رثاء الإمام الحسین (ع ) بمـا یصور فیها بعض المصائب ویبعث روح الندم بین الناس : ساد العلوج فما ترضی بـذا العـرب وصــار یقــدم رأس الامــة الــذنب یا للرجـال ومـا یـأتی الزمـان بـه من العجیب الذی مـا مثلـه عجـب آل الرسول علـی الأقتـاب عاریـة وآل مـروان تسـری تحـتهم نجـب (أحمد العطیة ، ١٤٢٣: ٢٦) أشار الإمام (ع ) فی البیت الأول بعدم رضا العرب بحکومة الأمویین وهذا یعنی أنهم غصـبوا الحکم وضاعوا حق آل الرسول (ص )، فاستعمال لفظ «العرب » یدل علی غرض الإمام فی بعـث روح الحمیة والغیرة بین الناس ومن ثم تحریضهم علی القیـام وطلـب الثـأر باسـتعمال أسـلوب الاستغاثة ، کما یصف کیفیة إسارة أهل بیت النبوة کی ینبه الناس الغافلین ، فالرثـاء رثـاء حـزین تخالطه روح الهجاء وصدق العاطفة .
ثم خاطب الإمام (ع ) یزید فی المجلس قائلا: لا تطمعوا أن تهینونـا فنکـرمکم وأن نکف الأذی عنکم وتؤذونـا والله یعلـــم أنـــا لا نحـــبکم ولا نلــــومکم أن لا تحبونــــا (ابن شهر آشوب ، ١٤٣٢: ٤/ ١٧٣) کان الإمام السجاد (ع ) ینطق عن الله تعالی ویستشهد فی بعض أشعاره بمنطق القرآن الکـریم وهو منطق الإعجاز لذلک کان بسهولة یتغلب علی الجبابرة والطغاة ویغیضهم ویـذلهم فـی عقـر دارهم ؛ فمن یقرأ هذه الأبیات بدقة یری أنها تتضمن بعض المضامین القرآنیة التی قداستفاد منهـا الإمام (ع ) فی هجو یزید، إذ یؤکد فی البیت الأول أن أهل البیت لا یخذلون کما قال الله تعالی فی محکم کتابه : «ولله العزة ولرسوله وللمؤمنین » (المنافقون : ٨)."