چکیده:
تستخدم هذه الدراسة المنهج الوصفي ـ التحليلي، والأسلوب المقارن؛ للتحقيق في صورة الشيطان في الكتب الثلاثة: الأفستا؛ والإنجيل؛ والقرآن الكريم، وإعادة قراءة آراء أتباع هذه الأديان في الصور الإيجابية والسلبية للشيطان، ودرجة تدخُّله ونفوذه. أهريمان الأفستا، بصفته خالقاً في تقديم أهورامزدا في الأفستا المتأخِّر يتعارض مع صورة الشيطان في الكتاب المقدَّس، وإبليس في القرآن، بصفته مخلوقاً وليس خالقاً. يقدِّم الكتاب المقدَّس الشيطان بصفته كائناً محبّاً الخير للإنسان، وأيضاً كائناً شرّيراً وعظيم القدرة، يمكنه الحلول في بدن الإنسان. أما ابليس في القرآن فقد تمّ تصويره بصفته مخلوقاً مختاراً، وقد اختار الشرّ، ولا يملك من القوّة إلاّ إغراء البشر. يوجد أيضاً تحليلاتٌ هامشية وغير صحيحة للشيطان نشأت عبر الزمان في ثقافة هذه الأديان، مثل: تأليه الشيطان في الدين الزرادشتي، وقدرته على التدخُّل في أمور الكائنات؛ أما في المسيحية فحلوله في أجساد الناس، والنظرة الإيجابيّة له، وعبادة الشيطان؛ وكذلك النظرة الإيجابية للشيطان في علم الكلام والعرفان الإسلاميّ.
خلاصه ماشینی:
يوجد أيضاً تحليلاتٌ هامشية وغير صحيحة للشيطان نشأت عبر الزمان في ثقافة هذه الأديان، مثل: تأليه الشيطان في الدين الزرادشتي، وقدرته على التدخُّل في أمور الكائنات؛ أما في المسيحية فحلوله في أجساد الناس، والنظرة الإيجابيّة له، وعبادة الشيطان؛ وكذلك النظرة الإيجابية للشيطان في علم الكلام والعرفان الإسلاميّ.
الشيطان صاحب القدرة، ويستطيع منحها لمَنْ يشاء()، مُرعِبٌ، ويمكنه الحلول في الإنسان، وسلب إرادته()، ويقف مع ابنه مقابل ابن الله، كما جاء في الكتاب المقدَّس حول أخبار آخر الزمان: «وسجدوا للتنّين الذي أعطى السلطان للوحش، وسجدوا للوحش قائلين: (مَنْ هو مثل الوحش؟ مَنْ يستطيع أن يحاربه؟).
في الإسلام، ورغم أنه ليس من المستبعد وجود بعض التأثيرات الطفيفة من الصورة التي قدَّمتها المسيحيّة عن الشيطان في الثقافة الإسلاميّة، مثل: الدجّال؛ لأنه لا يوجد ذكرٌ له في الأخبار الواردة عن علامات ظهور المهديّ الموعود#()؛ إذ قد تمّ التأكيد أكثر على السفيانيّ()؛ ولكنّ صورة الشيطان في القرآن بصفته مخلوقاً أقرب إلى رؤية الكتاب المقدَّس منه إلى أهريمان الفنديداد المحرّف.
وتجدر الإشارة إلى أن أهريمان في الأفستا المتأخِّر ولو أنه تمّ تقديمه بصفته مخلوقاً لله، ولكنّه غير قابلٍ للمطابقة الكاملة مع إبليس في القرآن؛ لأنه وفقاً للتوحيد الأفعالي في الإسلام فإن الوجود والخلق كلّه بيد الله، وليس في يد كائنٍ آخر.
أـ تمكُّن أهريمان وألوهيّته ــــــ لقد ذكرنا أن روح الشرّ «أنگره مينو» في الفنديداد تحوّل إلى أهريمان الذي كلّ جسده موتٌ، الصورة التي أعطَتْها الألوهيّة لأهريمان كشريكٍ لها في المقدرة على الخلق والتصرُّف في الكائنات.
وبالإضافة إلى السياق المناسب لتعاليم الكتاب المقدَّس في التوجُّه نحو الشيطان، هناك عاملٌ مهمّ آخر، وهو منحى السلوك الذي اتَّخذته الكنيسة ضدّ السِّحْر والارتباط بالشيطان، وتاريخ الكنيسة في هذا الموضوع شاهدٌ على المواجهة المفرطة لها، والتضخيم الكاذب للشيطان.