خلاصه ماشینی:
يمكن القول: إن العلم منهجٌ للمعرفة، غايته كشف الحقيقة، وإن الخصيصة الأهمّ اللازمة للوصول إلى هذه الغاية هي الصدق، والقابلية للتعميم، والموضوعية، والتفسير أو البرهنة بشكلٍ كامل؛ وعلى هذا الأساس فإن كلّ فكرةٍ تنطبق في تقريرها مع الواقع، وكانت شاملةً ومعتبرة على أساس الاستدلال، سوف تكون رؤيةً علمية، ومن هنا تتجلّى ضرورة توظيف العلم الديني للأساليب المعتبرة، الشاملة للأسلوب التعقُّلي، والأسلوب التجريبي، والأسلوب التاريخي، والأهمّ من ذلك كلّه الأسلوب الوحياني، الذي يشتمل على المقدار الأكبر من اليقين والصدق والتعيُّن»().
وللمزيد في توضيح استراتيجية السيد الشهيد الصدر ـ في إطار تحقُّق العلم الديني وإنتاج الأنظمة الإسلامية ـ يجب القول: إن بالإمكان تعريف اتجاه سماحته بأنه عبارةٌ عن «الاجتهاد الشبكيّ»؛ بمعنى أنه يعمل في المرحلة الأولى على التعريف بشبكةٍ من القضايا العامة والخطوط العريضة للفكر الإسلاميّ في موضوعٍ خاصّ (من قبيل: الخطوط العامّة للاقتصاد الإسلامي، على سبيل المثال)، حيث يتمّ التعريف بهذه الخطوط العامة ـ بطبيعة الحال ـ على شكل نظامٍ منسجمٍ ومتناغمٍ يتّصف بوصف الكلِّية والتعميم.
أـ اكتشافٌ أم تأسيس؟ ــــــ يقع السؤال الهامّ في مورد أسلوب ومنهج تحقيق بناء النظام الفقهي حول اكتشاف أو تأسيس بناء النظام الفقهيّ؛ وبعبارةٍ أخرى: في مسار إنتاج الأنظمة الإسلامية، وفي صلب الفكر الإسلامي، هل هناك شيءٌ كنظامٍ ومدرسة، ونحن نسعى إلى استنباط ذلك الشيء واكتشافه، أم أن النظام الإسلامي إنما هو منبثقٌ عن التفكير البشريّ الحاصل من خلال تركيب وتجميع التراث الإسلامي؟ في الجواب عن هذا السؤال نقول: إن الشهيد الصدر قد فصل بين الأنظمة الإسلامية والأنظمة غير الإسلامية؛ ببيان: إنه يرى أن المفكِّر المسلم ـ الذي يسعى إلى تقديم المذهب والمدرسة الإسلامية ـ شخصٌ يقف في مواجهة مذهبٍ ومدرسةٍ قائمةٍ، وتمّ بيانها بشكلٍ كامل؛ ليرسم الجانب الحقيقي من الاقتصاد الإسلاميّ، ويعمل على تنظيم هيكله، ويكتشف أُسُسه الفكرية، ويزيح الغبار عن وجهه.