خلاصه ماشینی:
"تتفاوت الأنصبة و تتراتب المستویات الاجتماعیة داخل الطائفة التی تتواصل سلطة زعامتها أو زعاماتها مع جماعاتها عبر حلقات وصل سیاسیة-اجتماعیة، یشکل الوجهاء و النافذون و رؤساء العائلات هرمها السلطوی الذی یتولد فی الداخل و یؤمن ربط العصبیات بالزعامات أی بیرم السلطة الطائفیة،و تعید شبکة الوسطاء هذه انتاج العصبیات نفسها و فرز الزعامة،بینما تلعب الطائفیة کعلاقة سیاسیة دور الضابط للتنازعات الداخلیة.
و لکن لا یمکن ان یستقیم الاجتماع السیاسی للتشکیلات الاجتماعیة الطائفیة علی انفلات الطوائف کلیا علی نفسها،لأن ذلک ینافی التعایش و السلم الأهلیین و یؤدی إلی الانفال و التفکیک الشامل،من هنا نفهم دور العائلة و المنطقة و العصبیات الصغیرة فی الوصل و الربط بین الطوائف.
یؤول هذا القطع بین الطوائف و امکانیات تواصلها إلی کون المثقف المحلی قد تشکل فی حضن العصبیات و لیس علی غرار المثقف الغربی«الذی أصبح فی علاقة مباشرة مع الدولة بدون وساطة العائلة و العشیرة و الطائفة»6بل«تحددت علاقته بالسلطة من خلال عصبیته زمن الحرب،و لا وجود له إلا من خلال السلطة السیاسیة زمن السلم»7.
1-ان التوازنات العربیة-الدولیة تؤثر و تتحرک فی الواقع اللبنانی ضمن علاقة صرعیة دائمة،و اذا کانت هذه التوازنات لا تقبل بتفرد احدی الطوائف المطلق بالسلطة یضع المنطقة علی حافة الحرب،إذ یطال التطییف الشامل بنیة کل الأقطار العربیة و یهددها بالحروب الأهلیة،فإن القوی الإقلیمیة و الدولیة تتواصل مع الداخل من خلال معطیاته الخاصة و موازین القوی السیاسیة و الطائفیة،و لا شک فی أن قاعدة الارتباط بین الجماعات الداخلیة و الخارج تخضع لنظام تداولها لسلطاتها فی الداخل."