خلاصه ماشینی:
"مفهوم(الطهارة) فی الاساطیر الیمنیة القدیمة الدکتور جواد مطر الحمد قسم التاریخ-کلیة الاداب جامعة بغداد الملخص: ان(الطهارة)عند العرب قبل الاسلام،تمثل موقعا مهما فی طقوسهم و أساطیرهم و أعرافهم،و هی بمثابة قوانین مقدسة لایجوز خرقها لانها جزء من الوعی الاجتماعی و انعکاسا للعلاقات العامة،و عند الخرق یتعرض المتعبد الی نظرة اجتماعیة متدنیة لایتم تجاوزها الا بعد ان یعترف علنا بما قام به من خروج عن الوضع العام،و هذا یدل علی الشجاعة الاخلاقیة العالیة،و یؤکد انصیاعه و طاعته للآلهة و المجتمع و کان اهل الیمن متشددون بأوامر(الطهارة) فکانت قوانینها صارمة جدا حتی للخرق البسیط المتمثل بلیاقة الملابس، و هذا وضح فی اعتراف امرأة أمام الاله(ذو سموی)بذنبها لانها لبست ثوبا نجسا بالیا کانت قد رقعته،و معظم نقوش الاعتراف تقدم لهذا الاله،و هو من الالهة الیمنیة المتأخرة،و یمثل البواکیر الاولی للتوحید الوثنی عند العرب،و تطبق قوانین الطهارة علی الجمیع حرا أو عبدا مؤنثا أو مذکرا.
و ربط الانباط الفلاحة بکوکب زحل الذی له اثر کبیر فی عمارة الارضین و اصلاح النبات و ادرک الانباط ان شجرة الزیتون تزهو و یزدهر ثمرها فی البلدان المعتدلة المناخ،او المایلة عن الاعتدال الی البرد،التی تکون تربتها قابلة التخلخل،و ان هذه الشجرة لا تفلح فی بلدة یسامتها الشمس،و ان نبتت فیها کانت ضعیفة14.
فاذا احترقت هذه الاغصان یدوسون بقایاها بارجلهم حتی تتداخل مع التراب الذی هو فی أصل شجرة الزیتون،اذ ربما وجدت فیه بعض الحشرات التی لم تصلها حرارة النار الی الدرجة التی تمیتها،وهم بعملهم هذا لم یهدفوا الی مکافحة الحشرات التی تصیب شجرة الزیتون حسب، و انما کانوا یهدفون الی الحصول علی نوع جدید من ثمر شجر الزیتون ایضا،ذلک ان«ابن وحشیة»ذکر ان شجرة الزیتون التی تعالج بالطریقة التی استعرضناها،تحمل زیتونا ناصع البیاض،و یبقی علی ذلک البیاض الی بلوغه."