خلاصه ماشینی:
"ننوه بالقضایا المشکوک بها،لأن الإنسان أحیانا یتعذر علیه معرفة ما یسمع هل هو غناء أو غیر غناء؟فما رأی الشرع فی مثل هذه الأمور؟أنستطیع أن نصغی إلیها أم لا؟ فی الأمور التی یعتریها الشک-تماما کموضوع حرمة الغناء و الصوت-لا ضرورة إلی القلق فلا إشکال فیها من وجهة نظر المشرعین فی الدین الإسلامی، لأنها تدخل فی دائرة الحلال و البراءة عن الحرمة.
نتیجة الأقوال: علی أساس ما أسلفنا من القول،لا ضیر فیما یذاع من الأناشید التی یتغنی بها المغنون و الفنانون فی وسائل إعلام الجمهوریة الإسلامیة،من الوجهة الشرعیة،لأن إذاعة أغلبها(مع مراعاة الشروط الإجتهادیة للفقه و مراعاة المصادر و أسس الإستنباط فی تحقق حرمة الغناء)لیس حراما،لأنه یصدق علیه معناه اللغوی،و لأنه کذلک مشکوک فی مصداقیة حرمته،و طبقا لموازین الفقه الإجتهادی محکوم علیه بالحلیة.
علی أمثال هؤلاء یعلمون أن الحکم بالحرمة أو بالإحتیاط یلزمه دلیل یثبت ما یدهبون إلیه،و لا یظنوا أن المشکوک بحرمته-یستلزم ترکه و إباحته،لأن هذه الآراء غیر الأصولیة و التی لا تستند إلی دلیل و مخالفة للشرع إن هی إلا من عوامل انحطاط الحیاة الإجتماعیة فی الإسلام.
و فجأة صرخ فقیه علیم-و أعرف تماما حدود اطلاعه-بصورت مرتفع:اسکت،هذا غناء،ألا تعلم أن الغناء حرام؟و تعجبت إذ کیف یصرح هذا الفقیه-و من غیر دراسة لمصادر الأحکام أو إحاطة بالموضوع-یعتبر صورت هذا المداح حراما کنوع من الغناء،أهکذا یصدر الحکم بحرمته؟فلم یکن هذا الصوت حراما من الناحیة الشرعیة،فلا ألفاظه هی نوع من اللهو و لا ألحانه من ألحان الفسوق،و لا نغماته من نغمات أهل العصیان،و لا باعثة علی الفساد."