خلاصه ماشینی:
"و بالنتیجة فمن عرف الله حقا أحبه،لذلک کان النبی(ص)شدید الحب لله و التعلق به،ملازما لمقام العبودیة بالرغم من أن الله قد غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر،و کانت قرة عینه الصلاة کما قال،لأن الصلاة عنوان العبادة و المحبة،فهی صلة بین العبد و ربه،و لم یکن لیبتعد لحظة عن هذا المقام،ففی غمرة الإنتصار یوم بدر،و یوم فتح مکه،نجده متضرعا إلی الله شاکرا منیبا،مبینا لنا أنه ما تقرب إنسان إلی الله بصفة أعظم من صفة العبودیة6: (إنما أنا عبد الله و رسوله)و(أفلا أکون عبدا شکورا)و هکذا کان سلف هذه الأمة و أئمتها عبدوا الله بصدق دونما غلو أو تزمت أو تفریط،فلقد کان هواهم تبعا لما جاء به الإسلام(لا یؤمن أحدکم حتی یکون الله و رسوله أحب إلیه مما سواهما)رواه الشیخان.
-المعنی العام:یتسع هذا المعنی لیشمل کل عمل،بل لیشمل کیان الإنسان کله:إن المسلم یعبد الله بفکره و قلبه،بلسانه و جوارحه،بماله و جمیع جسده،یعبد الله بعلمه و قوته و کسبه،یعبد الله بکل ضربة معول أو فاس لیکف وجهه عن مسألة الناس،مثلما یعبد الله بطلقة من بندقیته یوجهها إلی عدو الله حیثما کان،حتی أن الرسول الکریم(ص)بین لنا أن إتیان الرجل أهله یکسبه الأجر،و لما استهجن البعض ذلک قال لهم«أرأیت لو وضعها فی غیر حلها ألیس علیه وزر؟فکذلک إذا وضعها فی حلها فله بذلک أجر»و قدسن لنا مجموعة من الأدعیة و الأذکار لمختلف المناسبات و الأوقات و الأوضاع کی یبقی المسلم موصولا مع خالقه، فیکون فی حالة عبادة دائمة متواصلة،و هکذا تحرر مفهوم العبادة فی الإسلام من قیود الزمان و المکان و الأشخاص أیضا."