خلاصه ماشینی:
"فلما دخلوا اسبانیا و رأوا کثرة القنب فیها اصطنعوه منه فلم یأت القرن الرابع عشر حتی انشئت معامل الورق فی اسبانیا و منها امتدت الی اوربا و لو لا وجود الورق لکانت ثمار الطباعة قلیلة و عرف الصینیون المغناطیس و لکنهم لم یحسنوا استعماله فاخذه العرب عنهم و استعملوا الحک فی القرن الثانی عشر و اخذه الافرنج عنهم و مهر العرب فی الصناعة و الزراعة فادخلوا البذور و النباتات کالرز و القطن و قصب السکر الی الاندلس ودأبوا فی حراثتها و زراعتها خلافا لسائر الفاتحین قبلهم.
فقد ذکر بعض المؤرخین فی قرطبة اکثر من 50 الف قصر و ما یربو علی 100 الف مسکن للعامة و 700 جامع و 900 حمام و کان عبد الرحمن الاول قد شرع سنة 784 ببناء الجامع الکبیر فاتم هشام ابنه بناءه و جعل من یخلفهم یزیدون فیه و بحسنونه حتی وصل الی الدرجة القصوی من الجمال و بدیع الهندسة فقام سقفه علی 1293 عمودا منزلة بالذهب و رصعتـ ارض المحراب بالفضة و الفسیفساء.
فقد کانت تحتوی علی ساحات داخلیة فیها البرک حولها أ عمدة صغیرة تیجانها مربعة منقوشة تقوم علیها قاطر بشکل نضوة الفرس و السقف قبة عالیة فیها نقوش بارزة أشبه بنخاریب النحل تحیط بها النقوش علی الطرز العربی و هی خطوط أو أغصان أو نباتات مشتبکة و فی اوراقها نجوم أو خطوط هندسیة تحیط بآیات من القرآن فتظهر معا بشکل یجتذب الابصار و تقسیم هندسة البناء فی الاندلس الی ثلاثة أشکال أو أدوار باختلاف الزمان الشکل الاول العربی البیزانتینی و مدته من القرن 8-11 م أیام عز بنی أمیة و أحسن مثال له جامع قرطبة الکبیر و الشکل الثانی ظهرت فیه الهندسة العربیة و قد أخذت تتجرد مما اختلطت به ایام نقلها من الشرق."