خلاصه ماشینی:
"و تولد فی اثناء تحول هذه اللفظة الی هذا المعنی الفاظ أخری لتقوم مقامها فی معناها الاول کالراتب و الجاری و الماهیة(و هذه فارسیة الاصل من«ماه»شهر و الماهیة الشهریة)-و استحدثوا لفظة أخری للمنصب لم یکن لها هذا المعنی من قبل و هی«الخطة»فمعناها فی القاموس«الارض التی تنزلها و لم ینزل بها نازل قبلک»و«الخطة»بالضم«الخصلة و شبه القصة و الامر و الجهل»فاستعملوها بمعنی المنصب لعلاقة لا نعلمها-و من ذلک قول ابن خلدون«الوزارة ام الخطط الاسلامیة و الرتب الملوکیة» انتقال اللفظ من معنی آخر:و انتقال الالفاظ من معنی الی آخر بلا علاقة ظاهرة بین المعنیین کثیر فی اللغة العربیة و منها الاضداد أی ذو المعنیین المتضادین و اسباب هذا الانتقال کثیرة یصعب تتبعها فی کل ما نراه من الاختلاف فی معانی اللفظ الواحد او مشتقاته لکننا نذکر اربعة منها علی سبیل المثال (1)دخول کلمة أعجمیة لفظها یشبه لفظ کلمة عربید فیجعلونها من مشتقاتها کما فعلوا بالبلاط بمعنی القصر فانهم اخذوها عن اللاتینیة فاشبهت لفظ البلاط الحجر المعروف فجعلوها من مشتقات«بلط»و من هذا القبیل«الشارع»بمعنی الطریق فقد عدها صاحب القاموس من مشتقات«شرع»اصل مادة الشرع و الابتداء فاضطر عند وصوله الی لفظ«شارع»ان یعلل دلالتها علی الطریق فقال«و هو الطریق النافذ الذی یسلکه جمیع الناس صیغة فاعل بمعنی المفعول»و هو تکلف لا حاجة الیه لان اللفظة فارسیة مرکبة من «شاه»ملک و«را»طریق و معنی الجملة الطریق الاعظم او الطریق الملوکی و هذا هو المراد بها عندنا (2)استعمال لفظین معا لمعنی ثم اهمال احدهما بالاستعمال التماسا للاختصار فیبقی الآخر للدلالة علی ذلک المعنی مثل قولهم«ارتفاع»بمعنی جبایة فیقولون«ارتفاع الدولة»و یریدون مقدار جبایتها ای مجموع دخلها."