چکیده:
المسرحیّة قصّة یمثّلها الممثلون بین یدی المشاهدین المجتمعین فی المسرح. فهناک نوع من المسرحیّات یسمّی "المسرحیّة القرائیّة "، و الفارق بینها و بین سائر المسرحیّات انّها لا تمثّل بل تکتب للقراءة فی المحافل. اذ انّها ان تمثّل، تفقد نصّها الادب الموجود فیها، بلاغتها و فصاحتها. و من جانب آخر القاء الکلام الفلسفیّة و البلیغة، من اهمّ اهدافها و هذا لا یتحقّق الّا بقراءتها.
خلاصه ماشینی:
"و هناک بین الفنون الأدبیة المختلفة، نجد فنا أدبیا یشبه المسرحیة القرائیة یسمی "المقامة"،و هی فن أدبی أساسها الحوار الدرامی أبدعها بدیع الزمان الهمذانی فی القرن الرابع للهجرة؛و هی تحتوی علی جمیع عناصر الدرام کالحوار و الحبکة و الشخصیة و غیرها ممن العناصر.
و إننا فی الدراسة هذه نتطرق إلی التعریف بالمسرحیة القرائیة و المقامة و وجوه التشابه و المقارنة بینهما،حتی یتبین (1)-الأستاذ المساعد فی فرع اللغۀ العربیۀ و آدابها بجامعۀ«أراک» (2)-طالبۀ الدکتوراه فی فرع اللغۀ العربیۀ و آدابها بجامعۀ"اراک" لنا هل هناک صلات فی النشأة و التطور بین المقامة و المسرحیة القرائیة و یمکن لنا أن نعتبر المقامة نوعا من المسرحیات القرائیة؟فهذه قضیة لا تتبین لنا الا من خلال المقارنة بین هذین الفنین.
و هو العنصر الأول الذی حدد نطاق العمل المسرحی؛لأن من یقوم بأداء القصة علی المسرح ممثلون من البشر لهم طاقتهم،و مادمنا قد حددنا الفن المسرحی بالممثل و المسرح و الجمهور،فقد حددنا نطاق عمل الکاتب المسرحی؛فلهذا،یحتم فی المسرحیة أن تکون أفعال الممثلین فی حدود طاقة البشریة،فلا یلجأ الکاتب إلی الأفعال الخارقة،أو أن یبالغ فی تصویر القوی الطبیعیة،أو أن یعالج موضوعا وصفیا تلعب فیه الجمادات و النباتات دورا أهم من دور الإنسان(عشماوی،د.
و کانت النقد و الثورة علی المجتمع و إلقاء الکلام الفلسفیة و البلیغة من أهداف المقامة،و المسرحیة القرائیة تستهدف إلی هذه الأهداف أیضا.
فما یلفت النظر فی هذا المجال هو أن وجوه التشابه هذه بین هذین الفنین،هو ما یدفعنا الی أن نستنتج أن هناک صلات فی النشأة و التطور بین المقامة و المسرحیة القرائیة و یمکن لنا أن نعتبر المقامة نوعا من المسرحیات القرائیة و إنها تعتبر خطوة إلی إنشاء المسرحیة القرائیة و تطورها."