چکیده:
الهَدَف من هذا المقال هو بيان الأُسُس التي يُبْنَى عليها فهم النصّ، على طبق رؤية السيد محمد باقر الصدر. لذا، كان من المناسب البحث في إشكالية فهم النصّ عند علماء الأصول الشيعة، وعند الهرمنيوطيقيين الغرب؛ لاستكشاف المباني التي قدّموها، والإشكالات التي واجهوها؛ ثمّ نقف بين يدي الشهيد الصدر، لنرى المباني التي قدّمها كمفتاحٍ لحل إشكالية فهم النصّ. وقد تجنّبْتُ الإطالة والتفصيل وبيان الأمثلة، لا سيَّما في بيان إشكالية فهم النصّ، فكتبتُها بأسلوبٍ مكثَّف، مُرجِعاً إلى المصادر التي اعتمَدْتُ عليها، بحيث يمكن للباحث أن يتابعَ ما شاء من تفصيلات أجمَلْتُها، ويعثرَ على الأمثلة التي اختزَلْتُها؛ ولم أعقد فصلاً لبيان مباني الغرب في المقام، بل أشَرْتُ إليها في طيّات البحث بشكلٍ مختصر جدّاً؛ لأن المراد في هذا المقال تسليط الضوء على مباني الشهيد الصدر. وقد خلصْتُ إلى ستّة مبانٍ عند السيد الصدر، أشَرْتُ في الهوامش إلى بعض تطبيقاتها المذكورة في كلماته.
خلاصه ماشینی:
وقد تجنّبْتُ الإطالة والتفصيل وبيان الأمثلة، لا سيَّما في بيان إشكالية فهم النصّ، فكتبتُها بأسلوبٍ مكثَّف، مُرجِعاً إلى المصادر التي اعتمَدْتُ عليها، بحيث يمكن للباحث أن يتابعَ ما شاء من تفصيلات أجمَلْتُها، ويعثرَ على الأمثلة التي اختزَلْتُها؛ ولم أعقد فصلاً لبيان مباني الغرب في المقام، بل أشَرْتُ إليها في طيّات البحث بشكلٍ مختصر جدّاً؛ لأن المراد في هذا المقال تسليط الضوء على مباني الشهيد الصدر.
وهل هذا يعني أنه لا يكون الفهم كاشفاً عن مراد المؤلِّف؟ 8ـ هل الحوار بين النصّ والقارئ، على نحو الدَّوْر الهرمنيوطيقي الذي بيَّنه غادامر( )، يستمرّ إلى ما لا نهاية؟ 3ـ مباني الشهيد الصدر مفتاحٌ لحلّ إشكاليّة فهم النصّ أشَرْنا فيما سبق إلى إشكالية فهم النصّ عند الأصوليين الشيعة، كما ذكَرْنا أهمّ الأسئلة الهرمنيوطيقية ـ المرتبطة بفهم النصّ ـ عند الغربيين، وسنحاول في هذا المبحث أن نرى هل التفت السيد الشهيد محمد باقر الصدر إليها، كلاًّ أو بعضاً، أم لم يلتفت إليها أساساً، أو أغفلها كغيره من الأصوليين، أم أنه ـ مضافاً إلى ذلك ـ التفت إلى أسئلةٍ جديدة؟ وما هي المعالجات التي قدَّمها؟ وفي سبيل معرفة ذلك كانت لي جولةُ مطالعةٍ في كتابات الشهيد الصدر، فعثَرْتُ على المباني التالية، التي يمكن تقديمها كمفاتيح لحلّ إشكاليات فهم النصّ الديني، وهي: 1ـ إمكان فهم النصّ.
وفي ما يرتبط بفهم النصّ القرآنيّ يشير الشهيد الصدر إلى أن فهم العادات والتقاليد العربية يساعد على فهم القرآن أيضاً، ولو على مستوى الفهم الإجماليّ؛ إذ يوجد بعض المفردات التي يمكن فهمها من الناحية اللغوية، لكنْ لمّا كانت مشيرةً إلى عاداتٍ وتقاليد فإنه لا يمكن الوصول إلى دَرْك معنى هذه المفردات بشكلٍ صحيح؛ بسبب تشبُّعها بمعانٍ مرتبطة بهذه العادات، فلا يفهمها إلاّ مَنْ كان يعيشها أو المطَّلع عليها( ).